كثير من الناس يسأل عن الفرق بين القضاء والقدر في الإسلام، وقد جاءت في الإجابة عن هذا السؤال أقوال كثيرة للعلماء، فذهب بعضهم إلى أنَّ القضاء والقدر مترادفان في المعنى، فقد فسَّر علماء اللغة معنى القدر بالقضاء والعكس بالعكس، فقيل: القدر هو القضاء والحكم، وقد سُئل الشيخ ابن باز -رحمه الله- عن الفرق بين القضاء والقدر فأجاب: "القضاء والقدر، هو شيءٌ واحدٌ، الشيء الذي قضاه الله سابقًا، وقدَّرَهُ سابقًا، يُقالُ لهذا: القضاءُ، ويُقال له: القدرُ"، ويرى علماء آخرون أنَّه هناك فرق بين القضاء والقدر، فالقضاء يسبق القدر من حيث الحدوث، ويفسرون هذا في أنَّ القضاء هو ما كتب الله تعالى على الناس منذ الأزل، أمَّا القدر فهو التنفيذ العملي لما كَتب الله تعالى وموافقة ما أراد الله للناس جميعًا قبل بداية الخلق، وقد قال ابن حجر في كتابه فتح الباري: "قال العلماء: القضاء هو الحكم الكلِّي الإجمالي في الأزل، والقدر جزئيات ذلك الحكم وتفاصيله"، وقال ابن حجر أيضًا: "القضاء: الحكم بالكلِّيات على سبيل الإجمال في الأزل، والقدر الحكم بوقوع الجزئيات التي لتلك الكليات على سبيل التفصيل"، وقد أظهر الجرجاني الفرق بين القضاء والقدر بتعريفهما على النحو التالي: القدر هو خروج الممكنات من العدم إلى الوجود، واحدًا بعدَ واحدٍ، مطابقًا للقضاء"، والقضاء هو ما جاء منذ الأزل والقدر هو الذي يحدث ولم يزل قيد الحدوث، فيرى كسابقه إنَّ القضاء ما كُتب في اللوح المحفوظ ولم يُنفّذ، والقدر هو التنفيذ العملي للذي كُتب في اللوح المحفوظ، ويرى بعض العلماء أيضًا أنَّ القدر يسبق القضاء، فالقدر هو ما حكم الله به منذ الأزل والقضاء هو التنفيذ العملي والخلق الفعلي، قال الأصفهاني: "والقضاء من الله تعالى أخص من القدر؛ لأنَّه الفصل بين التقدير، فالقدر هو التقدير، والقضاء هو الفصل والقطع"، والله تعالى أعلم.













الفرق بين القضاء والقدر , معني القضاء و القدر - رمزيات